قال أبو عبيد: وَهَوْشَات. والهوشة: الفتنة والهَيْج والاختلاط. يقال: تَهوش القوم إذا اختلطوا. ومن قريب من هذا المعنى ما وقع في خبر آخر: "مَنْ أصَابَ [37] مَالاً مِن مَهَاوِش". قال أبو عبيد: هو كل مال [أخذ] من غير حله، وهو شبيه بما ذكرنا من الهوشات. وقال بعض أهل العلم: الصواب: "من جمع مالاً من تهاوش" بالتاء أي من تخاليط.
[فصل النداء والصف الأول] (38)
211 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ والصَفِّ الأوَّلِ لاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ" (ص 325).
قال الشيخ -وفقه الله-: في هذا الحديث إثبات القرعة مع تساوي الحقوق، وأما تشاحهم في الصف الأول فبيّن وجههُ إذ قد لا يحْملهم أجمعين. وأما تشاحهم في النداء مع جواز أذان الجماعة في زمن واحد، فيمكن أن يكون أراد [39] أن يؤذن واحد بعد واحد لئلا يُخفي بعضهم صوت بعض وتشاحّوا في التقدمة فكانت القرعة.
212 - قول ابن عمر [40]: "لاَ تَدعْهُنَّ يَخْرُجْنَ يَتَّخِذْنَهُ دَغَلاً" (ص 327).
قال الشيخ: ذكر الهروي قوله في حديث آخر: "اتخذوا دين الله دغلا" أي يخدعون الناس. وأصل الدغل الشجر الملتف الذي يكمن فيه أهل الفساد. [37] في (أ) "من جمع".
(38) العنوان من (ب) وبهامش (أ) "القول على الصف الأول". [39] في (ج) و (د) "أرادوا". [40] جاء هنا "قول ابن عمر" والذي في صحيح مسلم "ابنٌ لعبد الله بن عمر" فليس قوله "لا تدعهنّ" إلخ من قول ابن عمر بل من قول ابنه بدليل قوله بعد فزبره.